
كتابة : غادة الغامدي
في عصرٍ تتسارع فيه المعلومات وتتنافس فيه المنصّات الإعلامية على كسب انتباه القُرّاء، أصبح القارئ في زمننا الرقمي لا يكتفي بالنص المكتوب وحده، بل يبحث عن تجربة قرائية شاملة تُحفّزه على التفاعل وتُثير انتباهه. وهنا يبرز دور المحتوى المرئي ليصبح أداة أساسية في دعم المقالات المكتوبة؛ من رسومٍ بيانية أو مقاطع فيديو، بوصفه عنصرًا جوهريًا في رفع جاذبية المقالات، كما يُساهم في تعزيز الفهم وترسيخ المعلومة في الذهن.
لقد أثبتت الدراسات السابقة في مجال الإعلام الرقمي أن القارئ يتجاوب بشكلٍ أكبر مع المقالات التي تحتوي على عناصر بصرية. كما أُجريت تحاليل عدة، وتم الاستنتاج بأن المحتوى المرئي الذي يتضمن العناصر الرسومية والصور يجذب القارئ أكثر مما يجذبه المقال العادي.
إن القوة الكامنة في المحتوى المرئي لا تكمن في الزينة أو التجميل فحسب، بل في قدرته على تبسيط المعلومة المعقدة وتحويلها إلى صورة ذهنية يسهل استيعابها. ويسهم المحتوى المرئي أيضًا في بناء الهوية البصرية للمؤسسة أو الكاتب، مما يُرسّخ الثقة ويُضفي طابعًا احترافيًا على المادة المنشورة.لقد أصبحنا في زمن لم يعد يكفي فيه أن يكتب الكاتب مقالًا بلغة صحيحة أو بأسلوب تقليدي، بل تعزيز المحتوى الرقمي أصبح عنصرًا محوريًا في جعل المقال أكثر جاذبية وتأثيرًا. ولأن القارئ اليوم يبحث عن قيمة مُضافة، فإن الاستثمار في المحتوى الرقمي ليس ترفًا، بل خطوة استراتيجية تمنح المقالات حياة أطول، وانتشارًا أوسع، وأثرًا أعمق. فالجاذبية الحقيقية لا تتحقق بالكلمات وحدها، بل بالطريقة التي نُحسن بها تقديم تلك الكلمات في عالم رقمي سريع الإيقاع.
خلاصة القول: إن المحتوى المرئي للنص يعمل كعنصر استراتيجي لتحقيق التأثير المطلوب، وتعزيز الجاذبية والمشاركة في جهود التسويق والاتصال في بيئة إعلامية سريعة الإيقاع. كما يفتح آفاقًا جديدة لنقل الرسائل بطرق إبداعية وأكثر جاذبية، لبناء علاقات قوية مع الجمهور وتحقيق النجاح التسويقي عبر تقديم محتوى قيّم ومبتكر.