الكتابة للإنترنت، كيف تختلف عن الكتابة التقليدية؟


إعداد الكاتب : غدير سعيد

يتغير أسلوب الكاتب حين ينتقل من الورق إلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ فلم تعد كلماته تُقرأ على مهل، بل أصبحت تسابق الزمن لتصيب المعنى و تُبقي القارئ.

تختلف الكتابة للإنترنت عن التقليدية من حيث الأسلوب، والهيكل، وغاية التلقّي؛ فهي كتابة تُبنى على اختصار لا يُخِلّ، وجاذبية لا تُمَلّ، وسهولة لا تُفرّط في العمق. فهي تستدعي: السرعة، الوضوح، والقدرة على اقتناص الانتباه من أول السطر.

برز هذا التحوّل مع ازدهار الإنترنت وانتقال القرّاء من الصفحات إلى الشاشات، فغدا السطر القصير والفقرة الموجزة هما البوابة للقراء الذين "يمرّون مروراً" لا "يقرؤون قراءة".

تشير دراسات مجموعة نيلسن نورمان -شركة استشارية أمريكية متخصصة في مجال تجربة المستخدم- إلى أن 79% من مستخدمي الإنترنت لا يقرؤون الكلمة بكاملها؛ بل يمسحون المحتوى بصرياً بحثاً عمّا يهمّهم.علق د. جاكوب نيلسن -عالم حاسب ومطور ويب- على هذا الموضوع بقوله:"إنّ القرّاء لا يقرؤون المقالات على للإنترنت، بل يمسحونها مثل الماسح الضوئي! ففي غضون عشر أو عشرين ثانية، يكوّنون فكرة عن نوعية الصفحة التي تمّت زيارتها، وإن لم يقتنعوا بمضمونها، فإنهم سيبحثون في مكان آخر."

من هنا، نستنتج أن الكتابة للإنترنت ترتكز على:العناوين الجذابة.الفقرات القصيرة.الكلمات المفتاحية.الروابط التفاعلية.التصميم البصري المريح.كلها أدوات تساهم في جعل النّص قابلاً للهضم السريع.

في الختام، اعلم أن الكتابة للإنترنت لا تُلغي فنون الكتابة، بل تُعيد ضبط إيقاعها لتواكب قارئاً سريعاً ومشتتاً يطلب المعنى دون أن يبقى طويلاً، أو كما قالت الكاتبة الرقمية الخبيرة آن هاندلي:"الكتابة للإنترنت ليست عن ملء الصفحات بالكلمات، بل عن إيصال القيمة بسرعة."

المراجع:

  • مقالات موقع "تواصل - منتدى التسويق والإعلام الرقمي" و "مستقل" عن أساليب كتابة المحتوى.




تدقيق لُغوي:أمل الأحمدي


Example Text